30 - 06 - 2024

تباريح | إعلاميون سفهاء

تباريح | إعلاميون سفهاء

(أرشيف المشهد)

16-5-2012 | 17:29

صباح اليوم على الهواء مباشرة استعرض مذيع بمحطة راديو عضلاته في الجهالة وأخذ يردد "أن السعودية هي الشقيقة الكبرى لمصر ولكل الدول العربية" لم أصدق أذني فقلت إنني ربما سمعت بطريق الخطأ لكنه كررها ثم حاول تدارك الأمر بعد أن لفت انتباهه أحد المستمعين، فأدرك سفاهة ما قال وأخذ يحاول توضيح أنه لم يكن يقصد، وربما تصور أنه بما قال يؤدي خدمة جليلة للعلاقات المصرية السعودية.

أمثال هذا الإعلامي السفيه موجودون في كل قناة تليفزيونية ومحطة إذاعية وصحيفة.. ولأن الزمن يسير "بالمندار" فإنني أتوقع له أن يصبح رئيسًا للمحطة في بضع سنوات.

الإعلامي المؤهل الذي يثق في قدراته ومعارفه غير مطلوب، فهو إن تحدث بما يعرف أغضب هرم السلطة وإن غضب هرم السلطة يغضب بالتتابع المسؤولون عن الإعلام نزولًا إلى رئيسه المباشر.

أما الجاهل فهو بطبعه منقاد ويسهل التأثير فيه، وبالتالي فهو أداة طيعة يمكن إمساكه من لجامه وتوجيهه ممن يسمى في الإعلام بـ"حارس البوابة" أينما شاء.

لذلك تجد الجوائز والشهرة والانتشار من نصيب الأكثر جهالةً وتسطيحًا.

المعرفة متعبة لصاحبها ولمن حوله، وفي الإعلام ثمنها باهظ، لذلك أخذت على مدى سنوات أشق على نفسي وعلى أولادي في حضِّهم على القراءة، وحينما أدركت سوء حظ العارف توقفت، فلا أحد يريد لابنه الشقاء.

يحتاج ذلك المذيع وأمثاله إلى دروس في الجغرافيا والتاريخ كي يعلم أنه ليس هناك ارتباط بين ارتفاع قيمة الريال السعودي مقابل الجنيه المصري وبين تاريخ الدولتين ووزنهما النسبي في المحيط العربي والعالم.

من هذه العينة يمكن أن يقابل الانسان 50 إعلاميًا يوميًا، لدرجة دفعتني للتفكير في البحث عن مهنة أخرى لا يشك أحد في ذكاء من يعملون بها.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان